واجهت منطقة شرق أفريقيا في صيف عام 2022 مستويات هائلة من انعدام الأمن الغذائي بسبب تأثيرات حالات الجفاف المتتابعة. وقد ساعدت التنبؤات الجوية الطويلة لأجل على توجيه وتحفيز جهود الإغاثة الإنسانية في الوقت الملائم. مصدر الصورة: U.S. Agency for International Development/Flickr, CC BY-NC 2.0
المصدر: مجلة مستقبل الأرض (Earth’s Future)

.Eos هذه ترجمة معتمدة لمقالة .This is an authorized translation of an Eos article

لقد أصبحت حالات الجفاف المتكررة—والتي تتخللها فيضانات—العرف الجديد في شرق أفريقيا خلال السنوات القليلة الماضية، مما تسبب بأزمة انعدام غذائي هائلة. وفي عام 2020، دخلت منطقة القرن الأفريقي أطول وأشد فترة جفاف منذ أكثر من 70 عاماً، كما كان فصل الربيع في عام 2022 الأكثر جفافاً على السجل المناخي للمنطقة. وعانى أكثر من 20 مليون شخص من جوع شديد بسبب فشل المحاصيل، ووقعت حالات نفوق بين المواشي وصل عددها إلى 9 ملايين حالة.

وضمن ما وُصف بأنه التناقض المناخي في شرق أفريقيا، لم تتوقع النماذج البحثية المعنية بتغير المناخ حدوث حالات الجفاف هذه، بل توقعت زيادة في هطول الأمطار في فصل الربيع. مع ذلك، تمكن باحثون يعملون مع شبكة أنظمة الإنذار المبكر بشأن المجاعات من توقّع حالات الجفاف تلك باستخدام أساليب تنبؤ مكيفة تستند إلى درجات حرارة سطح البحر. ورغم أن تحديد الرابطة بين درجات حرارة المحيط الهادئ حسّنت التوقعات، مما منح وكالات الإغاثة الإنسانية فرصة لتقليص عدد الخسائر في الأرواح وسبل العيش، لم يكن العلماء سابقاً يدركون تماماً لماذا توجد هذه الرابطة. ودرس الباحثون Funk et al. هذه الرابطة في دراسة جرت مؤخراً.

لقد أصبحت ظاهرة النينيا (La Niña) مرتبطة بقوة أكبر مع حالات الجفاف منذ أن شهدت منطقة غرب المحيط الهادي ازدياداً كبيراً في درجة الحرارة في عام 1998. وقد محّص الباحثون أكثر في البيانات حول درجات حرارة سطح البحر وحول المشاهدات المتعلقة بهطول الأمطار ولاحظوا أن زيادة درجات الحرارة في غرب المحيط الهادئ تسبب قيماً أكثر تطرفاً للتدرجات الحرارية لحرارة سطح المحيط من الشرق إلى الغرب. وفي فصل الربيع، عندما تشهد منطقة شرق أفريقيا موسماً ماطراً في العادة، فإن ظاهرة النينيا التي تشتد بفعل تغير المناخ تؤدي إلى زيادة التدرجات الحرارية، وهذا بدوره يزيد شدة تدفق هوائي يعرف باسم Walker circulation، والذي ينزع إلى التسبب بحرارة ورطوبة عاليين بالقرب من إندونيسيا، ولكنه يقلص الرطوبة في شرق أفريقيا.

لقد أظهر الباحثون بأن النماذج المناخية تتوقع أن تستمر زيادة قوة التدرج الحراري لسطح المحيط من الشرق إلى الغرب خلال العقود المقبلة، لذا من المرجح أن يستمر تواتر حالات الجفاف في شرق أفريقيا. إلا أن تحديد الرابطة بين درجات حرارة سطح البحر والهطول المطري أتاح للعلماء في ’شبكة أنظمة الإنذار المبكر بشأن المجاعات‘ أن يتوقعوا العديد من أسوأ نوبات الجفاف، إضافة إلى توقّع الهطول المطري والفيضانات الشديدة في عام 2023. كما حسّنت هذه الدراسة فهم العلماء للكيفية التي يسبب فيها تغير المناخ تفاوتاً شديداً، وإن يكن متوقعاً، للتدفق الهوائي (Walker circulation). (مجلة مستقبل الأرض، https://doi.org/10.1029/2022EF003454، 2023)

بقلم: Salma May Sidik، (@saimamaysidik) كاتبة في مجال العلوم

Text © 2023. The authors. CC BY-NC-ND 3.0
.Except where otherwise noted, images are subject to copyright. Any reuse without express permission from the copyright owner is prohibited